السيسي لمرسى: الوضع غير مقبول و نفذ صبرنا

سيادة الرئيس، الوضع أصبح غير مقبول، وهناك حالة غليان تسود صفوف القوات المسلحة من تطاول الجماعات

الإسلامية على قيادات القوات المسلحة وعلى الجيش، ومن قبل طالبنا بتوقف هذه التصريحات، ومع ذلك التصريحات مستمرة، ما جعل القوات المسلحة تتخذ موقفاً لا رجعة فيه، بأنها لن تصمت على تهديدات أحد مرة أخرى، وأن صبر الجيش نفد

هكذا وجه الفريق أول عبد الفتاح السيسي عباراته الواضحه الحاسمه للرئيس مرسى فى الاجتماع الذى جمعهما اول امس

وأثارت تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، التى أعلن فيها تدخل الجيش لمنع الاقتتال الداخلى أو إرهاب المصريين، ردود فعل واسعة النطاق، منها لقائه بالرئيس محمد مرسى.

وكشفت مصادر مسئولة عن أن الفريق السيسـى قام بكتابة خطابه بخط يده، وأنه اتخذ قرار التلويح بالتدخل بعدما حذرت تقارير من انهيار الدولة المصرية.

ولفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية د. محمد مرسى لم يقابل وزير الدفاع قبل تصريحاته فى مسرح الجلاء، وذلك لوجود «السيسى» فى الندوة التثقيفية فى مسرح الجلاء منذ الساعة العاشرة صباحاً، ونفت صحة ما تردد بشأن مقابلة الرئيس مع «الفريق» صباحاً، مؤكدة أنهما التقيا مساء الأحد، عقب مشاركة «الفريق» فى الندوة التثقيفية بمسرح الجلاء.

ونفت المصادر الاتفاق المسبق على هذه التصريحات، كما ردد البعض، وقالت إن القوات المسلحة عرضت منذ فترة التدخل لحل الأزمة، ولكن «الرئاسة» كانت تفضل إبعاد المؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية، ولكن القوات المسلحة كانت تراقب المشهد بقلق بالغ، وطالبت أكثر من مرة بالتدخل، وفى كل مرة كانت «الرئاسة» تتحفظ.

وأوضحت المصادر أن وزير الدفاع عبَّر للرئيس مرسى عن احترامه وتقديره لمؤسسة الرئاسة، ولكنه أكد أن القوات المسلحة لن تسمح بجر البلاد للعنف، وأن الأوضاع أصبحت خطيرة، وأن المؤسسة العسكرية لن تقف مكتوفة الأيدى ضد ما يحدث.

وحسب المصادر، فإن «مرسى» طلب توضيحاً حول تصريحات «السيسى»، وقال إن لديه تحفظات على تدخل القوات المسلحة والزج بها فى المعارك السياسية، وإن الغضب بدا واضحاً على وجه «مرسى»، وهو ما يؤكد أن تصريحات وزير الدفاع كانت مفاجئة للرئيس.

وذكرت المصادر أن وزير الدفاع أبلغ الرئيس غضبه الشديد من تهديدات الإسلاميين التى تجاوزت الحدود، وقال: «سيادة الرئيس، الوضع أصبح غير مقبول، وهناك حالة غليان تسود صفوف القوات المسلحة من تطاول الجماعات الإسلامية على قيادات القوات المسلحة وعلى الجيش، ومن قبل طالبنا بتوقف هذه التصريحات، ومع ذلك التصريحات مستمرة، ما جعل القوات المسلحة تتخذ موقفاً لا رجعة فيه، بأنها لن تصمت على تهديدات أحد مرة أخرى، وأن صبر الجيش نفد».

وتحفظ الرئيس مرة أخرى على تدخل القوات المسلحة فى السياسة ودعوة «السيسى» إلى حوار وطنى، فرد «السيسى»: «أعطينا فرصة للجميع من قبل للتوافق ووضع حلول للخروج من الأزمة، وطلبنا ذلك من الرئاسة للحفاظ على وحدة الوطن، ومع ذلك لم يستجِب أحد للنداءات المتكررة».

ونقلت المصادر عن الفريق السيسى قوله: «القوات المسلحة ستنزل حقناً للدماء، إذا فشل الحوار الوطنى»، ولفتت إلى أن «الرئيس قام بتغيير دفة النقاش حول تصريحات السيسى، واستعرض خطة تأمين البلاد خلال مظاهرات 30 يونيو، وخاصة المنشآت الحيوية، وطالب بالتنسيق مع الشرطة المدنية والأجهزة الأمنية والسيادية.

ومن جهته قال القائد العام للقوات المسلحة، إن الجيش رفع حالة الطؤارى، ووضع خطة كاملة لتأمين المنشآت الحيوية والسفارات ومداخل ومخارج البلاد، والمناطق الحدودية، وأكد أن القوات المسلحة جاهزة لتأمين البلاد ضد أى مخاطر، ولن تسمح بإراقة الدماء المصرية وستمنع ذلك، وأعدت خطة انتشار قريبة من الأماكن الهامة، وأن القوات ستشكل غرفة عمليات لمتابعة الأحداث أولاً بأول بالتنسيق مع الشرطة المدنية وكافة الأجهزة الأمنية».

من جهة ثانية، كشفت مصادر أخري عن أن وزير الدفاع كلف اللواء محمد العصار مساعده لشئون التسليح بإجراء اتصالات مكثفة مع المعارضة، وعرض وجهات نظرها للخروج من الأزمة، ليعود «العصار» من جديد للساحة بصفته «رجل المهام الصعبة».

فى المقابل، طلبت قيادات تنظيم الإخوان من الرئيس مرسى عدم تقديم أى تنازلات من أى نوع والتمسك بحكومة هشام قنديل، فيما طالبت «الرئاسة» بعدم تعقيب الإخوان وحزبها على تصريحات وزير الدفاع منعاً للصدام مع القوات المسلحة.

وعاد المحامى حازم أبوإسماعيل ليهاجم من جديد تصريحات السيسى، وهو ما أشعل غضب قيادات القوات المسلحة.

واعتبر مصدر عسكرى بارز أن «تصريحات أبوإسماعيل ضد الفريق السيسى دليل على عدم وعى بالأمور»، وقال: «الفريق السيسى كان واضحاً، لن نصمت بعد اليوم، وسنعرض حديث أبوإسماعيل على الفريق لاتخاذ ما يلزم تجاهه».

وأضاف: «لن نسمح بإهانة المؤسسة العسكرية وقياداتها، وسنردع كل من تسول له نفسه التطاول على القوات المسلحة وقياداتها بعيداً عن المهاترات أو (الشو) الإعلامى مع المتطاولين».